Blog Fadaa AlAtlas AlMoutawasset News "مازلنا هنا نقاوم وضمائرنا مرتاحة،عندما لانستطيع القيام بعملنا،سنكسر أقلامنا،ولا نبيعها."

أرشيف المدونة الإلكترونية

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

المشاركات الشائعة

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Powered By Blogger

التسميات

رايك يهمنا في شكل ومحتوى البوابة؟

المشاركات الشائعة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

المشاركات الشائعة

Translate

‏إظهار الرسائل ذات التسميات تحقيقات و رأي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تحقيقات و رأي. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 31 أكتوبر 2018

التشاركية دعامة للنهوض بالتنمية أم محطة لتفشي الانتفاعية والانتهازية؟

التشاركية دعامة للنهوض بالتنمية
 أم محطة لتفشي الانتفاعية والانتهازية؟
*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط نيوز"/آزرو-محمد عبيد*/*
تعتبر المقاربة التشاركية أحد أهم عوامل التحولات الاجتماعية لأنها أساس التنمية البشرية التي تضع الناس في مركز الاهتمام بغض النظر عن تمايزاتهم الجنسية والعمرية والمعرفية والطبقية...
إن إدماج المقاربة التشاركية في السياسات التنموية يعتبر منهجية عمل مساعدة على التنمية العادلة وذلك من خلال إشراك الجميع في تسيير مؤسسات الدولة وفي جميع مراحل تدبير مشاريع وبرامج التنمية، من التشخيص والتحليل إلى التخطيط والتنفيذ إلى التتبع والتقويم.هذه المقاربة هي وسيلة تسمح بالإنصات لأصوات الجماعات الضعيفة والمهمشة، مثل:النساء، والفقراء، والمعوقين، والأطفال، والقرويين، والشباب العاطل... وتمنحهم الفرصة للتعبير بحرية وبصراحة.
ويمكن اختصار مفهوم المقاربة التشاركية في عبارة "العمل مع" عوض "العمل من أجل"، بمعنى عمل في اتجاه أفقي عوض الاتجاه العمودي من أعلى إلى أسفل، كما تعمل أغلب الحكومات والمؤسسات العمومية في الأنظمة المركزية التي تفرض على شعوبها سياسات فوقية دون استشارتها ودون إشراكها في التنفيذ والتتبع والتقويم، وهذا ما يفسر فشل هذه السياسات بالرغم من صرف أموال طائلة على الدراسات القبلية التي ينجزها أحسن الخبراء... 
بعبارة أخرى المقاربة التشاركية جاءت لتصحيح المنهجية المعتمدة في العمل العمومي والمتمثلة في الاعتماد على الخبير وعلى القطاع العام في إنجاز مشاريع وبرامج التنمية دون إشراك المواطنين المستفيدين من هذه التنمية، كما جاءت لتصحيح أيضا المنهجية المعاكسة التي التجأ إليها المجتمع المدني والمتمثلة في استشارة وإشراك المستفيدين دون الرجوع إلى الخبير ودون الاعتماد على إمكانيات وقدرات القطاع العام، تطبيقا للمثل الشعبي:"اسأل المجرب ولا تسأل الطبيب"وهو عكس ما تعمل به السياسات الحكومية أي"اسأل الطبيب ولا تسأل المجرب"، والمطلوب وفق المقاربة التشاركية:"اسأل الطبيب والمجرب معا".
وسنقف في ورقتنا هذه على المقاربة التشاركية التي تتغنى بها مختلف الدوائر سواء منها المسؤولة أو الاستشارية أو المجتمعية خاصة منها المنظمة في مقاربتها للعمل التشاركي، فيكفي أن نعرف ان إقليم إفران من الأقاليم التي تتوفر على كل المقومات الضرورية للتنمية الاقتصادية والثقافية بانعكاساتهما الإيجابية على جودة نمط الحياة الاجتماعية لساكنته نظرا لتميزه الطبيعي المتمثل في تنوع مصادر الثروات وقابليتها للاستثمار الاقتصادي المندمج في إطار سياسة منتجة للثروة والدخل في الدورة الاقتصادية الجهوية والوطنية٬ وتنوع موارده البشرية وفحولتها وتعدد مرجعياتها الاجتماعية والثقافية٬ إضافة إلى مجاله الحيوي بموقعه التجاري المفتوح كل الجهات الرئيسية للبلاد.
فهذه المقومات والمؤهلات والتي لو أدمجت في إطار سياسة تنموية بعقلية منتجة وحداثية ظافرة من طرف المسؤولين بالإقليم على أرضية أهداف محددة وواضحة وبمقاربة محفزة على الاستثمار لكان واقع الإقليم متميزا عن واقعه القائم الذي يدعو فعلا إلى دق ناقوس الخطر نظرا لغياب الإرادة الواعية بضرورة التنمية لدى التشكيلات الإدارية والنخب المحلية التي تشرف على تدبير موارده والتي أفرزت سياساتها كل مؤشرات الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من فقر وبطالة وأمية وعزلة وهجرة قروية ومناطق منكوبة مازالت تجتر أشكالا بدائية للحياة البشري...
فغياب التجهيزات الأساسية في بواديه ومداشره سافر مع نقصانها الملحوظ في حواضره التي تعرف ترييفا متزايدا ومطردا مع التدهور المتواصل لاقتصاد الإقليم، وخصاص مهول في التغطية من الخدمات الاجتماعية الضرورية إضافة إلى استفحال كل الظواهر المرضية المرتبطة باقتصاد الريع والامتيازات وسيادة ثقافة الولاءات العشائرية والقبلية المنافقة وتعسفات البيروقراطية الإدارية المرابطة في كل القطاعات الوزارية والمرافق الإدارية والبلدية بالإقليم والتي تعمل على تنفيذ إملاءات الأوليغارشية المالية والتجارية والعقارية العدوانية، ومجالس بلدية وقروية تعيش على حافة الإفلاس بحكم طبيعة النخب السياسية التي تتألف منها حيث يتسم تدبيرها لشؤون الجماعات المحلية بالمزاجية والانتظارية﴿ونعني بها هنا انتظار التعليمات والاختباء وراء سلطة الوصاية﴾ لأنها بكل بساطة نخب مفصولة عن قاعدتها الاجتماعية وغير واعية بمسؤولياتها الاجتماعية والتاريخي، فهي تفتقد في ممارساتها السياسوية أي تلك التي تعرف من أين تؤكل الكتف لمقومات الفعل السياسي بأبعاده الإيديولوجية والبرنامجية والتنظيمية٬ وتفتقر لأي مشروع مجتمعي تنموي واقعي بأفق واعد قادر بأهدافه وغاياته على تأطير الساكنة وتعبئة الكتلة الناخبة٬ وما تجتهد فيه هو تكريس واقع الأزمة المستفحلة التي أصبح تراكمها يشكل عبئا تاريخيا على كل الأصعدة عن طريق تبنيها لسياسة الهروب نحو المجهول دون أن ننسى ميولاتها الانتهازية السافرة وذلك عن طريق تغطيتها المشبوهة للنهب المسعور للمال العام وتفويت الصفقات العمومية الكبرى ومصادر الثروات لأصحاب النفوذ بدون وجه حق٬ وكما تعمل جاهدة لإحباط  المحاولات الهادفة إلى استنهاض فعل تنموي واقعي حقيقي وازن وواعد عن طريق دعاياتها المغرضة...
إن انعكاسات هذا التدبير اجتماعيا وخاصة ملف التشغيل لن يكون إلا مزيدا من المعاناة والقمع لعموم المعطلين وكل كل المطالبين بحقوقهم في العيش الكريم والشغل وكافة الأسر بالإقليم٬ فرغم لغة الأرقام التي يحسن البيروقراطيون المرابطون في مواقع القرار بتحالفاتهم الملتبسة تلفيقها لتظهر الوقائع على مقاس أهوائهم٬ ورغم الخطابات المعسولة التي تدغدغ عواطف المحرومين وتغدي الوهم في وعي المضطهدين٬ فهذه اللغة وتلك الخطابات تعبر في العمق عن فطنة عقل مجرمة لأنها تقول أشياء كثيرة حتى وإن كانت تافهة أو موجهة لتسويق هذا الاختيار أو ذاك، أو إلى شد الانتباه إلى هذا السيناريو أو ذاك إلا أنها تخفي الأهم والأساسي ولا تضع النقط فوق الحروف..
هذا دون الحديث عن الواقع الايكولوجي بالإقليم عموما و بمركزيه الحضريين أساسا حيث دفع التوسع العمراني والنمو الديموغرافي الذي تشهده مدنا إفران وآزرو في الآونة الأخيرة سجل الملاحظون أن إنجاز مشاريع تتمثل أساسا في ربط شبكة الطرق وقنوات الصرف الصحي تدخل في إطار إعادة هيكلة المدينة و الحدائق تحت شعار إفران بعيون جديدة ..
نمط التسيير بإقليم إفران، قائم على مبدأ ما يصطلح عليه "الديمقراطية التمثيلية"، هذا النمط الذي يتأذى عن طريق الهيئات المنتخبة، والتي تعمل بدورها على تمثيل الساكنة محليا أو وطنيا والحديث باسمها (...)، ومن عيوب هذا النموذج أنه خلف عادة لذا الساكنة التي ألفت القول بالعامية ( ما كايعرفونا غا فالانتخابات)، أي أنه نمط تسيير موسمي، من الانتخابات إلى الانتخابات، إلى أن جاءت الوثيقة الدستورية لسنة 2011، والتي أدمجت المواطن وأشركته في صنع السياسات العمومية و تقييمها، ومنه اشتق لهذا النمط في التسيير اسم "الديمقراطية التشاركية".
اعتماد الإدارة بإقليم إفران على سياسة الانغلاق، يقوم فيها المسؤولون عن تدبير الشأن العام بالاعتكاف في مكاتبهم ، خلال ساعات العمل، وإن اقتضى الحال ورغب مواطن في مقابلة أحدهم، إما أنه يعاقبه بالانتظار، وإما يخلي سبيله بمبرر أنه في اجتماع، وإما أن يفرض عليه إتباع مساطر معقدة، طلب المقابلة و"سير تا نعيطو ليك!".
سياسة الانفتاح الباب الأول والرئيسي في خطو أولى الخطوات، في تطبيق الديمقراطية التشاركية، وتغيير العقليات هو الباب الثاني بحيث أن الإدارة للمواطن ومن أجل المواطن ولخدمة المواطن، لأن في آخر المطاف يبقى المسؤول أو الإداري مهما بلغت رتبته، موظفا يقتات على أموال دافعي الضرائب.
فعندما يستعيد المسؤولون وعيهم بأنهم مواطنون، ويشتركون مع "عامة الشعب" في شيء اسمه الوطن والمواطنة، ويترسخ لديهم شيء اسمه الرضا بالآخر، لأنه لا يعقل اشتراك أو تشارك شخصان أو أكثر في شيء وهم لا يرضون ببعضهم البعض، وعند إحقاق هذه الشروط يمكن تفعيل النص القانوني، والذي يؤكد على ضرورة إشراك المواطنين، في اتخاذ القرار السياسي والاستشارة والتشاور في سياسات تهم مشاريع محلية. 
وتفعيلا لمشاركة أوسع خصوصا للشباب في الحياة السياسية وتأطيره و تكوينه وتأهيله، لحمل مشعل الغد وضمان استمتاعه بكافة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمشاركة الخلاقة والفاعلة في تدبير الشأن العام، جاء الفصل 33 من الدستور لتعزيز هذا الباب، والذي نص في فقرته الأخيرة بعد أن حدد مجال تدخل السلطات المحلية، تقول الفقرة:"يحدث مجلس استشاري للشباب والعمل الجمعوي ليأتي الفصل 170 موضحا وشارحا لسابقه ومحدد اختصاصات هذا المجلس". 
كل ما أشرنا إليه، يصعب إدراجه خصوصا في إقليم يفتقر للآليات التشاركية الأساسية، هي الإدارة النزيهة والفاعلة والإرادة القوية، ومجتمع مدني منظم ومؤطر وواع بحقوقه وواجباته، كما أن الآليات والنصوص التنظيمية التي جاءت لتفعيل هذا المبدأ خصوصا الفصل 139 من الدستور، شروط مجحفة، ومكبلة لليدين بالنسبة للفاعل الجمعوي المحلي، كما أن الفاعل الجمعوي المحلي المتعارف عليه أنه لا يخدم سوى المصلحة الخاصة، ولا ينشط إلا في البرامج المربحة (خيول وتزحلق على الجليد وقس على ذلك...) أم الصالح العام (لي بغا يربح العام طويل)، وعلى المستوى الإقليمي فيسجل غياب التواصل بين الفعاليات الجمعوية الإقليمية، التي زاد من تعميق جراحها الكلاسيكو التاريخي (إفران وآزرو)، والذي يعد عاملا رئيسيا في تأخر لم شمل الإقليم، وإحقاق جغرافية متوازنة وتنمية شاملة على كافة الأوجه والمستويات. 
التحديات التي بات من الضروري معها تأهيل وتأطير الفاعل الجمعوي الإقليمي، للانخراط في مثل هذه المبادرات، وتأهيل كفاءاته وإدراكاته للعمل وفق النصوص القانونية التي تبقى لا قيمة لها في غياب الإدراك والفهم القويم لها، كما يجب أيضا تكوين و تأطير المجالس المنتخبة، في هذا الشأن والكف عن التسيير الفردي، أوما يصطلح عليه بالارتجالية في التسيير.
 
إن المواطن والفاعل الجمعوي، اليوم لا تقبل منه شكاية، ولا يعذر بجهله للقانون، لتواجد النص التشريعي والتنظيمي، ومطالب بمضاعفة الجهود لإيقاف نزيف ثروات إقليم إفران التي لا يستفيد منها لا الإقليم ولا المواطن؟!!!.
 

السبت، 20 أكتوبر 2018

تحقيق صحفي: بنايات موقوفة التنفيذ وأخرى مهجورة في إقليم إفران...استثمارات ملغومة لاتخدم مصالح السكان بالمنطقة؟

تحقيق صحفي:
بنايات موقوفة التنفيذ وأخرى مهجورة في إقليم إفران
...استثمارات ملغومة لاتخدم مصالح السكان بالمنطقة؟
*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط  نبيوز"/آزرو-محمد عبيد*/*
يقف المواطن العادي بإقليم إفران موقف الحائر التائه وراء كل تلك الوعود والبرامج المعلنة في مناسبات عديدة منها الدورات العادية للمجالس المنتخبة أو اللقاءات التي تخصها عمالة إقليم إفران لعرض مشاريع برامج تنموية منها المكلفة ولكن للأسف كثيرا ما كانت تلك المشاريع المبرمجة أو المعلن عنها إلا برامج تسويقية إعلامية مجتمعية لا تظهر على ارض الواقع مما يفضي إلى أن القائمين على الشؤون المحلية أو الإقليمية همهم إشاعة الاهتمام بالتنمية المحلية ولو كانت مشاريع وهمية كما تم تسويقه خلال السنوات الأخيرة من مشاريع كبناء محطة طرقية جديدة في آزرو وسوق أسبوعي جديد وسوق الجملة للخضر...ووو..... هذا في وقت تم فيه الإعلان عن الشروع في تفعيل برمجة بعض المشاريع لم تسر حسب المعول عليه،  وعللت أسباب تأخير انطلاقتها لمصادفتها معارضة من ملاكي الأراضي التي تقتطع أجزاء منها لإقامة تلك المشاريع عليها... في حين خرجت مشاريع أخرى دشنت ورشاتها لكنها تطرح معها عدة تساؤلات في كيفية تنفيذها رغم ضخ أموال مهمة لكنها لاتزال إما موقوفة التنفيذ أو تسير سيرا حلزونيا روجت في شان تعثرها جملة من الأعذار إما خارجية مرتبطة بالمساطر الإدارية أو القانونية المعمول بها في عملية التنفيذ أو تدخل عدد من الشركاء والقطاعات الحكومية في تلك البرامج والمشاريع لتبقى مشاريع مشلولة خاصة في ظل البطء الملحوظ على أشغال بعضها مما جعل هذه الظاهرة تفقد الثقة لدى المواطن خصوصا وأن من بينها مشاريع مهيكلة تدخل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كالسوق المغطاة للباعة المتجولين في آزرو... فضلا عن مشاريع أو بنايات بالإقليم أصبحت أطلالا تعاني الخراب بسبب طول إغلاقها وإهمالها...
في تحقيقنا الصحفي هذا، سنقف على هذه الحالة الأخيرة من البنايات المهجورة على أن نعود لاحقا للتطرق لما تعرفه مشاريع أخرى موقوفة التنفيذ أو برامج قد تعود إلى خانة المشاريع كالورشة الموقوفة حاليا لبناء المسبح المغطى في آزرو.. مما يجعل السكان في إقليم إفران عموما وخاصة بمدينة آزرو تتعاظم معاناتهم مع مشاكل متعددة تشمل جميع مناحي الحياة العامة وارتكازا على مشاريع بنيوية تدخل ضمن مخططات التنمية بمجموعة من المشاريع الإستراتيجية... على أن الملاحظ أن مختلف المشاريع المبرمجة لم تسر في الطريق الصحيح وفق الأهداف المسطرة، بحيث لم يتم إلى حدود الآن تحفيز الإجراءات بهدف بلوغ الغايات المتوخاة منها طبقا للتعليمات الملكية.
إفران ليست فقط الفندق الفخم بقلب المدينة، الذي يقصده حكام أمتنا للراحة والاستجمام، أو للاجتماعات في إطار العمل، بل هو إقليم كبير ترابيا يحتوي على مدن وقرى ومداشر... 
بإقليم إفران عموما هناك بنايات ضخمة صارت إلى اليوم أطلالا، تؤرخ لحقبة الاستعمار الفرنسي في إفران، التي تظل بنايات بلا مفعول مثل مستشفى ابن الصميم والكنيسة المسيحية بإفران، وحي العائلات الفرنسية بإفران المدنية، وبضع منازل بحي الرياض إفران، فضلا عن المستشفى المهجور بمدينة آزرو... 
هذا الأخير الذي أذيعت في شأنه مؤخرا أخبار تقول أنه سيعوض بإحداث مركب تجاري ذي مساحة قدرها6000متر مربع، وأن المشروع المرتقب سينجز من طرف شركة العمران بالرقعة التي يتواجد عليها المستشفى المهجور وسط مدينة آزرو وبالضبط المحاذية للثانوية التأهيلية محمد الخامس... بناية تضم سوقا ممتازا على مساحة3000متر مربع، ومركزا للتسوق يضم ثمانين متجرا تتراوح مساحة المتجر الواحد منها ما بين20و50مترا مربعا، ومطعما ومقهى على امتداد1000متر مربع... وأن التكلفة الإجمالية لهذا المشروع تقدر بحوالي19ملايين من الدرهم... مشروع يقول واضعوه أنه سيمتد على مساحة23411متر مربع تتوفر بها فضاءات كموقف للسيارات، ومساحات خضراء، فيما ستخصص مساحة1000متر مربع أخرى لإحداث مرفق خاص بالأطفال حيث يحتوي على مساحات للترفيه.
نتناول هذا الموضوع في وقت كذلك سبق وأن تم تعميم رائجة أخرى بأن مستشفى بن الصميم المهجور قد يتحول إلى مركب سياحي باستثمارات مزدوجة بين مهتمين بالقطاع السياحي وطنيا وخليجيا؟ لكن ومع هذا كل تبقى هذه المآثر والبنايات المكلفة في حاجة ماسة إلى العناية بها، بدلا لما تتعرض له وبكل أسف من إهمال كبير... وكلما ارتفعت الأصوات المنددة إلا وخرج مهندسو الدوائر الإقليمية بجملة من المعطيات سعيا منهم إلى تكميم الأفواه بتقديم وعود وبرامج لتكون مسكنا للهواجس الممتعضة من هذه الوضعيات...
فتركيزا على موضوع مقالنا هذا، جدير بالإشارة إلى أنه في إفران وكل نواحيها هناك مواطنين يحتاجون إلى مستشفى بمعنى الكلمة وأطر طبية وأدوية وعلاجات، يطالبون فقط بترميم المستشفى المهجور ابن الصميم لا بالبناء.. إذ برأي المتتبعين والمهتمين للشؤون المحلية والإقليمية بهذه المنطقة يرون أن إصلاح بناية هذا المستشفى تستدعي فقط، ترميما خارجيا وداخليا، وإعادة تجهيزه بالمعدات والأجهزة الطبية والأطر الطبية المؤهلة، بالإضافة إلى إصلاح الطرق والمسالك المؤدية إليه والتي تركها المستعمر والتي لا زال إلى اليوم يستغلها أهل القرية في الترحال والتنقل من حال إلى حال.
وفي ورقة تعريفية وتقنية،  يذكر أن عشق الفرنسيين لمدينة إفران خلال حقبة الاستعمار، وانبهارهم بمؤهلاتها الطبيعية الخلابة، من أشجار الأرز، وغابات ووديان وعيون، جعلتهم يشبهون ويطلقون على عين فيتال إفران نفس تسمية عين فيتال جبال الألب الفرنسية... كما أنه من بين ما أثار انتباه المستعمر الفرنسي، خلال حقبة الأربعينيات الظروف المناخية المعتدلة ونقاء الأجواء بالمنطقة، وهي التي كانت الدافع الأساسي عند الفرنسيين إلى التفكير في الاستفادة، من هذا الكنز الطبيعي المتميز... هذا المناخ المتوسطي المعتدل والرطب الذي تمتاز به مدينة إفران، بفعل العامل التضاريسي لتواجدها على ارتفاع1630متر على سطح البحر، بالإضافة إلى احتوائها على مساحة جد مهمة من الغابات، اختاروا في منطقة غابوية، بالقرب من عين ابن الصميم، التي تبعد ب6كيلومترات على إفران المدينة و11كيلومتر عن آزرو، مستغلين ومستفيدين من الامتيازات الطبيعية والتضاريسية لإنشاء مستشفى للأمراض الصدرية والتنفسية... فأنشأت بناية شاهقة تتألف من ثمان طوابق، شيدت سنة1948على مساحة إجمالية تقدر بأربعين هكتار... بدأ الاشتغال بها سنة1954، بطاقة الاستعابية تصل إلى400سرير، بالإضافة إلى مرافق مختلفة (قاعة السينما، ملاعب)... مما جعله قبلة للحالات المصابة بالآمراض الصدريةوالتنفسية التي كانت تحل على المستشفى من كل أنحاء المغرب وحتى من خارج المغرب"فرنسا".. 
هذه البناية المهجورة والتي كانت في يوم من الأيام تعج بالحياة وكانت قبلة لكل مرضى السل حيث التداوي الطبيعي، ظل يشتغل في إطار استقلال إداري ومالي إلى حدود سنة1965، بعد هذه السنة ومباشرة بعد إسناد إدارته لوزارة الصحة المغربية وقتها وتكفلها بتدبيره بدأت المشاكل وبدأ بريقه وإشعاعه يذبل سنة بعد أخرى إلى أن تم إغلاقه بشكل رسمي سنة1973 .إذ لا يخفي سكان المنطقة تعلقهم بأمل أن يتحول المستشفىـ المعلمة- يوما ما إلى مركب سياحي يفك العزلة عن القرية ويفتح آفاقا للعمل، أمل طال انتظاره ولا يبدو أنه سيتحقق في القريب العاجل، مادام الغموض يلف إطاره القانوني وحقيقة ملكيته...
لقد كان المستشفى تحت الإدارة الفرنسية آنذاك وكان يستقبل مئات المرضى بالسل الذين كانوا يأتون من أوربا وكانوا يمضون فترات استشفاء ونقاهة وكان مقامهم هنا بمثابة رحلة سياحية أكثر منها استشفائية بالنظر ليس فقط لمكان تواجده الخلاب، بل أيضا للتجهيزات التي كانت تتوفر عليها البناية حيث كانت هناك قاعة سينمائية في الطوابق السفلية تحت الجبل وهناك فضاءات للتنزه وملاعب.
المستشفى، وبحسب المعطيات المتوفرة من أناس عاشوا المراحل الذهبية من عمره، أن يوم افتتاحه كان عرسا حقيقيا وكان الممر المؤدي إليه والأشجار المحيطة به توحي للواحد بأنه يتجول في جبال الألب أو في مكان ما من سويسرا لكثرة ما أحيط به من عناية هو ومحيطه.
ولعل الزائر للمستشفى المهجور ابن الصميم إفران سيقف على أن الشكل الهندسي للبناية التي لن يستمتع بمشاهدتها إلا إذا صعد إلى رأس الجبل قدوما من إفران... إنها بناية رغم كل هذا الإهمال ظلت شامخة تصارع الزمن، وكلما اقترب من البناية سيسمع أصوات الأبواب الداخلية، تغلق وتفتح لوحدها... هنا يمكن استحضار الأسطورة المتداولة في إفران حول سبب إغلاق المستشفى بصفة نهائية سنة1973، والذي تقول فيه الرواية: "أن سيدة كانت نزيلة المستشفى تتلقى علاجها، إذا بها ذات ليلة ، تأخذها الأشباح، لترمى بها عبر الأدراج ليجدونها ميتة!!"... هي رواية من بين الروايات المختلفة التي لن يصدقها عاقل...
كم تتداول الروايات "أن البناية بعد أن توقف العمل فيها كمستشفى داء السل كان يضم حوالي400سرير، وكان يشتغل فيه أربعة أطباء متخصصون تحت إشراف طبيب رئيسي واحد، ويساعدهم32ممرضا يقيمون في المكان نفسه.... أصبحت عبارة عن ثكنة عسكرية وأن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي عرفها المغرب بداية السبعينيات دبرت هناك وبالتالي أغلقت بصفة نهائية"!
بناية بهذا الحجم والرونق الهندسي، بما تصبغه عليها روعة المكان المتواجد بين قمة الجبل وبمحاذاة الغابة وعلى مقربة من عيون مياه بنصميم المشهورة بفعاليتها في المساعدة على الهضم، كل هذه الروعة والجمال وهذه المعلمة الفريدة تتعرض لكل هذا التخريب والإهمال...
تعددت تبريرات الإغلاق، منهم من ذهب بعيدا إلى حد ربط ذلك بكون المستشفى كان يعتبر مقرا لتجمع الانقلابيين وقتها، ومنهم من أرجع ذلك إلى سوء التسيير والتدبير الأمر الذي جعل منه عبء إضافيا على وزارة الصحة، ومنهم من اكتفى بالقول بأن مرضى السل ليسوا في حاجة إلى معازل الآن مع تطور وسائل وأدوات العلاج، كيفما كان تبرير الإغلاق فرائحة "المؤامرة" على ذلك تفوح من خلال كل هذه التبريرات التي يعتبرها الناس هنا واهية.
وبحسب شهادات البعض، فإن أحد المسؤولين بعد الإغلاق كان يرسل شاحنة وزارة الصحة وقتها وكانت تنقل ليلا التجهيزات الطبية وتتوجه إلى وجهة مجهولة، لتتوالى عمليات النهب بشكل يومي وفي وضح النهار أحيانا... فلم تسلم الأسرة ولا الكراسي، بل حتى أبواب المراحيض وصنابير المياه اقتلعت ليبقى عبارة عن خراب تخفيه أسوار البناية الفريدة.
استمرت عمليات النهب لسنوات وانتفض بعض الغيورين من الذين عاشوا مرحلته الذهبية من أجل إصلاحه وترميمه واستغلاله إما كمستشفى متعدد الخدمات، أو إلى مركز تعليمي أو تكويني، أو فندق سياحي، كل الاقتراحات تم رفضها وتم الإصرار على تركه على حالته.

فمن الواجهة، التي تزكي فرضية روعة ذوق الهندسة الفرنسية، إلى البوابة الرئيسة المحطمة، المغلقة ببضع سلاسل وأحجار تملأ الثقب، إلى النوافذ الخارجية المكسرة والمحطمة، والأصوات التي تكلمها الأبواب والنوافذ الداخلية، والتي توحي بحجم الضرر التي تتعرض له هذه البناية العتيقة، والضرر الذي يتعرض له إقليم إفران عموما جراء إغلاقه وعدم الاستفادة من خدماته، يبقى الشبح الوحيد بالمستشفى هو ذاك الذي أفرغه من معداته الطبية وأجهزته وأسرته، وخرج مسرعا تاركا النوافذ والأبواب مفتوحة خلفه، تتقاذفها الرياح، مما يجعل من السكان والزوار،يستحضرون فرضية الأرواح الشريرة.
إن إصلاح وترميم مستشفى ابن الصميم، وفتح أبوابه من جديد كمستشفى متعدد التخصصات، بإقليم إفران قد يجعل منه "أيقونة" قطاع الصحة في إقليم إفران والمغرب، ومن شأنه أن يحل العديد من المشاكل الصحية بالإقليم خصوصا في التخصصات التي تتطلب نقل المرضى إلى المستشفيات بمكناس أو فاس..
لا تمثل شيئا تلك المستشفيات التي شيدت من20غشت إلى المستشفى المتعدد التخصصات بآزرو، وصولا إلى مستوصفات الأحياء بإفران، لأن سواء الزوار والمقيمون لا يصادفون بعين المكان سوى أكشاك للصحة، أمام ما تمثله عظمة بناية مستشفى ابن الصميم ذو خصائص ومؤهلات مستشفى جامعي...
إن ترميم المستشفى سيضخ دماء الحياة في إقليم إفران، لتقريب الخدمات من المواطنين خصوصا في التخصصات التي تتطلب الهجرة واللجوء إلى المستشفيات الجامعية، ويفتح فرص شغل جديدة بين الأطر الطبية والممرضين المعطلين، والتقنيين والإداريين، وستنتعش الحركة الاقتصادية، بما في ذلك حركة النقل والسياحة الداخلية، وبالتالي إعطاء الانطلاقة الفعلية للاسم على المسمى "قيمة بلادنا" التي أثارها إعلامنا؟... إلا أنه وللأسف يلاحظ المهتمون والمتتبعون خاصة منهم السكان المعنيين بقيمة هذه البلاد، أن المستغلين والمستفيدين من هذه الوضعيات لم يكونوا سوى فئة البورجوازية المغربية، والمستثمرين المغاربة، وفئة المستثمرين والأمراء الخليجيين، احتضنت على شرفهم ابن الصميم مشروعا لاستغلال وتعبئة المياه المعدنية "عين ابن الصميم"، كما شهدت في الأشهر القليلة الماضية إقامة لعبة البورجوازية "الغولف"، التابعة للمجموعة السياحية للمكتب الوطني للسكك الحديدية، وغير بعيد من الغولف بكيلومترات بإفران تقام منشآت "مشروع القطري"، وغير بعيد من القطري، هناك المستثمر السعودي الذي يسهر على إقامة بنايات السكن الاقتصادي والاجتماعي "حدائق إفران"، وغير بعيد عن السعودي، هناك الكويتي الذي أقام مشروع "القرية السياحية".
هذه الوضعيات وما رافقتها من مواقف هي التي جعلت العديد من الأصوات من أبناء هذا الإقليم تردد في المجالس الخاصة والعامة القول:"واش هذي إفران المغربية ولا قلعة محسوبة على'*الخليج العربي*'؟؟".
ملحوظة: في ورقة إعلامية لاحقة سنتطرق لما عاشته وتعيشه الجماعات السلالية من مشاكل وهموم بلغت إلى درجة السطو على أراضي لذوي الحقوق.

الأحد، 14 أكتوبر 2018

ورش قتل المواهب:المالك والعبيد الثلاثة هل أنتم جادون في أن تصبحوا كتاباً؟

ورش قتل المواهب:المالك والعبيد الثلاثة
هل أنتم جادون في أن تصبحوا كتاباً؟
*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط نيوز"/آزرو-محمد عبيد*/*                    
*/*/*/*/عن جودت هوشيار*/*/*/* 
انتشرت في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة ظاهرة إقامة الورش (الإبداعية) لتعليم فن الكتابة السردية لمن يطمح أن يكون كاتباً قصصياً أو روائياً .
والحق أن فكرة إقامة مثل هذا النوع من الورش تعود الى البلاشفة الروس الذين أرادوا –في السنوات التي تلت ثورة اكتوبر 1917  - تعليم العمال والفلاحين الشباب ، من خريجي المدارس الإعدادية تقنيات الكتابة الأدبية وخاصة النثر الفني، ليحلوا محل الأدباء (البورجوازيين) حسب زعمهم .
ولكن هذه التجربة فشلت فشلاً ذريعاً ولم تخلق أي روائي أو قصصي مبدع حقيقي، إلا من كان في الأصل صاحب (موهبة) أدبية.
الموهبة – فطرة مطبوعة تظهر في سنوات الشباب المبكرة وتصقل مع اكتساب الخبرة، وقد تتحول بإدمان المزاولة وطول العلاج الى مهارة لا يمكن لمعظم الناس الوصول إليها، وهي تسمح لصاحبها تحقيق أكبر قدر من النجاح في مجال تجليها.
قد يكون الشخص موهوبا في عدة مجالات من النشاط الأنساني، ولكن الموهبة غالباً ما تقتصر على مجال أو نشاط واحد.
وأصل كلمة موهبة (تالينت) في اللغتين الأنجليزية والفرنسية و(تالانت) في اللغة الروسية.
يرجع الى اسم عملة فضية يونانية قديمة (حوالي 400 سنة ق.م).  
وفي العهد الجديد (الجزء الثاني من الكتاب المقدس لدى المسيحيين)، مثال عن العبيد الثلاثة الذين أعطاهم مالكهم عددًا من (المواهب الفضية ) قبل سفره، وطلب منهم التصرف بها خلال فترة غيابه...
دفن أحد العبيد موهبته في الأرض، وتمكن الثاني والثالث – من استثمارها في زيادة رؤوس أموالهما.... وبعد عودة المالك، سأل عبيده الثلاثة عما فعلوا بمواهبهم....
استخرج العبد الأول موهبتة الوحيدة من تحت الأرض، فعاقبه المالك بإستعادة الموهبة منه وأعطاها لعبد آخر، كان قادرا على مضاعفة مواهبه أكثر من أي شخص آخر...
وقدم العبدان الآخران موهبتهما مع أرباحهما، فأشاد بهما المالك ووعد بتكليفهما بمهمة الإشراف على الكثير من ممتلكاته لكونهما مخلصين.
وفي العصور الحديثة انتشرت كلمة "الموهبة" بالمعنى المجازي: كهبة ربانية، أو فرصة ينبغي عدم إهمالها، بل السعي للاستفادة منها في سبيل خلق شيء جديد.
الورش (الإبداعية) لا طائل فيه لمن لا يجد الموهبة في فطرته... وهي لا تصنع كاتباً مبدعاً، لأن الإبداع يعني التفرد والخلق... وقد يتعلّم البعض تقنيات الكتابة النمطية إلى هذا الحد أو ذاك في مثل هذه الورش، ولكن الكتابة النمطية هي عجز عن الإبداع الحقيقي، إن لم تكن قتلاً للموهبة عن طريق توجيهها الى كتابة نمطية لا قيمة لها.
فالإبداع هو أن تخلق عالمك الإفتراضي الخاص الذي لا يشبه أي عالم آخر... وأسلوبك المتميز الذي لا يمكن تقليده... وكما يقول (بيفون) الأسلوب هو الإنسان...
ذات مرة كان الكاتب سنكلير لويس يحاضر عن المهارات الأدبية في إحدى الورش (الأبداعية) ووجه سؤالاً إلى الطلبة المتدربين:
- هل أنتم جادون في أن تصبحوا كتاباً؟ 
فأجابوا بصوت واحد: أجل.
فرد عليهم سنكلير قائلاً: إذن لماذا أنتم هنا ولستم في بيوتكم لتكتبوا!.

السبت، 13 أكتوبر 2018

المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي بإقليم إفران وعلاقة الأذرع الثلاثة للتنمية المحلية:بعيدا عن النظرة الضيقة؟

المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي بإقليم إفران
وعلاقة الأذرع الثلاثة للتنمية المحلية:
بعيدا عن النظرة الضيقة؟
*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط نيوز"/آزرو-محمد عبيد*/*
يسجل المتتبع والملاحظ بشكل مثير أنه بإقليم إفران لازالت هناك عقليات بعض المسؤولين سواء في السلطات أو في القطاعات العمومية تحتاج إلى وقفة تأمل حقيقية في كيفية تعاملها مع الإعلام خاصة منه المحلي بنظرة الشريك الحقيقي لا العدو الافتراضي؟ حيث السعي إلى إخفاق خلق علاقة تكاملية وثيقة بين الأذرع الثلاثة للتنمية المحلية الرائدة وهي:"المواطن والسلطة والإعلام"، حتى تمكن التنمية المحلية المنشودة من إتاحة فرص الدفع بعجلتها بكل ثقة على أساس من المصارحة والمساءلة وعلى قواعد أكثر ديمقراطية وأكثر شفافية.
فكثيرا ما يقف المواطن العادي قبل الإعلامي على أن هناك بعض الأشخاص بعمالة إفران يرفضون الإصلاح، ويسعون إلى عرقلة المواطنين الراغبين في خدمة أو توضيحات بشأن قضايا ذات الأهمية بالشؤون المحلية والإقليمية... بل الأنكى هناك من الموظفين من يسعون إما بإرادتهم أو بإيعاز إلى التشويش على علاقة المواطن أو الإعلامي المحلي بالإدارة الترابية، في ظلّ تنامي وعي المجتمع، ورفْض المواطنين قبل الإعلاميين لـ"الحُكرة والتهميش والتمييز غير القانوني بينهم".
فلقد أضحت سياسة الذيب حلال الذيب حرام هي الأسلوب السائد في عقلية البعض بعمالة إفران سيما عندما يتعلق الأمر بالإعلام وبصفة واضحة منه المحلي حين يتم التعامل معه بعقلية الانتقاء والتمييز من طرف بعض أفراد السلطات مما يثير معه بعض التأملات في المنحنى الذي يراد به انتهاج هذه المواقف والسلوكات المؤثرة في العلاقة بين الإعلام المحلي ككل والدوائر المسؤولة بمختلف مؤسساتها الترابية والقطاعية والاستشارية على المستوى الإقليمي إجمالا... وبالتالي تطرح معها سلسلة من علامات الاستفهام حول مفاهيم الأدوار المرتبطة بكل طرف من هذه الأطراف، ومدى فعالية المفاهيم التي تهم بالأساس الدور الإعلامي الذي يخضع هذا الأخير إلى لعب دوره كشريك في التنمية المحلية خاصة عندما يكون الإعلام مدعوا للقيام بمهامه لتنوير الرأي العام إقليميا ووطنيا بشأن المستجدات والأوضاع التي يتم رسمها كخارطة طريق للعمل الإداري والاستشاري والقطاعي ككل.
فإذا كان إلى وقت غير بعيد يعتبر المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي مصدر قلق السلطات ونذير شؤم بالنسبة للمسؤولين مستحضرين فقط عقلية أنهم محل نقط لترصد مواطن الفساد والزلات تارة، وأخطاء التنمية ومشاكلها، ويعتبرون أنه لا يزال المراسل الصحفي أو الإعلامي  المحلي شخصا غير مرغوب فيه من لدى الكثير من الهيئات، حيث لا تزال بعض الإدارات للأسف الشديد تتعامل مع الأمور العادية بمنتهى السرية والانتقائية أحيانا ضاربة الشفافية عرض الحائط ناظرة إلى هذا الشخص على أنه المحرض، وأن كشف الحقائق أمام المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي يعني وصولها إلى الرأي العام، وبالتالي مارسوا في حقه الإقصاء، مما يتسبب في غياب ملامح واقع التنمية بشكله الحقيقي.
ولتعميم الفائدة نذكر بأن دور المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي يتجلى في نقل انشغالات المواطنين اليومية المتعلقة بقضايا التنمية المحلية، مادام هو عصب  أي وسيلة إعلامية وشريانها الرئيسي لأنه المادة الخام التي يقوم عليها بناء نشرة الأخبار.. فمهمته تقوم على الاحتكاك المباشر مع المواطن والمسؤول، وفي العادة يكون المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي ابن المنطقة ومقيما فيها، وعلى دراية بما يحدث فيها، فهو من جهة مطالب بنقل انشغالات المواطنين وفي الوقت نفسه التقرب من الجهة الإدارية المخولة للرد... لكن في بعض الأحيان نتصادف مع مسؤولين يرفضون الرد خوفا، وفي بعض الأحيان تملصا من قول الحقيقة، ظنا من هؤلاء البعض أن الإعلام هو عدو للإدارة، لكن الحقيقة عكس ذلك تماما، فالصحافة هي شريك رئيسي في التنمية.
أن تكون مراسلا صحفيا أو إعلاميا محليا ليس بالأمر السهل ولا الصعب، فالجرأة توجب التعرف على الحقيقة هو أساس العمل الميداني الذي يجب أن يتحلى بها المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي... لأنه في شخصية المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي تفترض يجب أن تكون له شخصية مؤثرة ناتجة عن عمله الجاد... لا تنساغ للضغوطات ولا تقهرها الإكراهات ولا تنحني أمام التوجيهات الغير البريئة ولو كانت مسؤولة؟...
والملاحظ هو عن كلمة أو صفة  المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي، أن هذه الكلمة لا تزال  تحمل نفس المدلول القديم لكن بموقف مختلف... علما أن المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي لا يهتم بنقل خبر أو حدث فقط وإنما يهتم أيضا بالتفسير والتعليق على الأحداث والتواصل مع جمهور قرائه.
هي مهام وصفات تضع المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي في فوهة المدفع، كون الكثير من المسؤولين لم ولن يتعاملوا مع هذا الشخص كناقل للخبر، بل يرون فيه رجل مراقب ومؤثر، لذا يتجنبوه، ولكن إذا كانوا في حاجة إلى تمرير مصلحة فيبحثون عنه، بل ويجاملونه. 
إكراهات يعيشها المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي تضاف إلى هذه الظروف الصعبة ضغوطات المواطنين الذين يعتبرون المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي الوسيلة الوحيدة للدفاع عن قضاياهم وطرح انشغالاتهم... إذ كثيرا ما يتم اللجوء إلى المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي الذي يعرفه الجميع في أي مكان وزمان من أجل تبليغ رسالة المواطن.
ويتعين على المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي أن يتكل على نفسه من خلال مصادره وعلاقاته والاعتماد على معلومات غير موجهة للنشر أصلا.
ولا يعرف المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي وقتا للراحة مضحيا أحيانا بحياته الخاصة... ورغم مشاهدته في العديد من المرات رفقة مسؤولين محليين إلا أن القليل من يعرف وضعه الاجتماعي والمهني الحقيقي... هناك حلقة ضائعة يعيشها المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي...
صراحة هناك استغلال بالرغم من مجهوده في تطعيم منبره الإعلامي بالمعلومات، بل أكثر من هذا هو دوما يضحي بإمكانياته الخاصة كونه يحب الإعلام، كون العمل الصحفي أصبح جزء من حياته الخاصة، فالإعلام غيّر حياته وأصبح مقتربا أكثر من جميع الفئات يسمع همومها ويفرح لأفراحها، حيث أصبح أكثر تعلقا بالعمل الميداني.
إن المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي يمارس الإعلام الجواري وهو ذلك الإعلام الذي ينقل ويحتك مباشرة بالمجتمع الذي يعيش يومياته ويجيب على تطلعاته، وهو ناقل لرسالة محلية تفاعلية، أما عن التكوين فهو غائب ماعدا بعض المبادرات إلا أن المراسل المحلي يعتمد على طريقته الخاصة في تكوين نفسه، إما بالممارسة أو الاطلاع الذاتي..
عمل المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي ليس سهلا كما يتبادر إلى أذهان الكثيرين من المتتبعين خاصة حينما ينصب الاهتمام حول الخبر الجواري...
فالعمل الصحفي الجواري يسمح بأن يكون المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي على دراية بالانشغالات اليومية للمواطنين وأن تكون لديه فكرة واضحة حول مشاكل الحواضر البلدية منها والقروية وذلك على جميع المستويات، كون العمل الصحفي"عمل ذو منفعة عامة".
المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي يقوم بعمل ميداني حقيقي فضلا عن الاستقصاء والبحث بالرغم مما يعترض سبيل عمله من ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه... يؤدي دور الناطق الرسمي باسم المواطن بطرح مشاكله وتسليط الضوء على حياته اليومية التي كثيرا ما تكون صعبة، تتجسد في صعوبة الوصول إلى المعلومة حيث يشكل ذلك "الشغل الشاغل بالنسبة للصحفي المحلي".
ومع كل صباح يتساءل وينتابه نفس القلق: أي خبر سأنشره وأي عمل صحفي سأقوم به اليوم؟....
فتبدأ بذلك رحلة البحث عن خبر وما يشوبها من عراقيل ومشاكل... إذ يجب عليه تأكيد المعلومة وتدقيقها من المصدر في مهمة ليست بالهينة حينما يرفض بعض المسؤولين الحديث للمراسل الصحفي أو للإعلامي المحلي، أو يفضلون عدم ذكرهم في المقال.
ومن المفترض أن تسهل خلايا الاتصال -إن كانت موجودة- مهمة المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي، بتقديم جميع المعطيات التي يحتاج إليها، إلا أنه كثيرا ما تقوم تلك الخلية عكس ذلك تماما؟ (اللهم ما رحم ربي لدى بعض الإدارات بإصدار بلاغات شحيحة المعطيات).
ويواجه المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي شح المعلومة بغرض الدفاع عن المسؤول المعني أو "تلميع اسمه".
يعد وضع المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي الذي ينشط في المناطق الداخلية للبلاد وخارج المدن الكبرى فريدا باعتبار أنه مدعو لتسليط الضوء على مسار التنمية المحلية -بنقاط قوته وضعفه- وأداء دور"الناطق" باسم الذين"لا صوت لهم".
فالمراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي يعد أقل ظهورا، ويمارس عمله تحت الضغط في العديد من الأحيان كون الأمر يتعلق بالنسبة له بتزويد منبره الإعلامي بالأخبار بشكل مواكب ومواظب للأحداث  وتفادي الإخفاق في نقل خبر ما والذي يجعله عرضة للانتقاد والطعن في مادته الإعلامية.
ويجد المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي نفسه بين المطرقة والسندان أثناء ممارسة عمله خشية متابعته قضائيا بتهمة القذف من طرف مسؤول لم يرقه محتوى مقال... وقد تمت متابعة العديد من المراسلين بتهمة القذف قبل تبرئتهم من طرف العدالة بعد إجراءات طويلة... خاصة في ظل قانون الإعلام الذي أقصاه من مواده القانونية والتنظيمية، واقتصر بالحديث فقط عن الصحفي...
فالإبقاء على التغطية السطحية للأحداث من شأنه أن يطيح بالسلطة الرابعة بشخوصها ووسائلها أمام الإعلام الجديد الذي يمتطيه أناس عاديون لكنهم أصبحوا يمارسون التغطية لما يجري حولهم وتجاوزا ذلك في التأثير والقيادة أيضا علما أن الإعلام اليوم يكاد يكون هو العلامة المميزة لهذا العصر ويجب أن يكون إعلامنا قادرا على المنافسة وعلى طرق أبواب الآخرين.
لماذا وصلنا لهذا الحد من انعدام الضمير والمجاملة بدون روح بدون عدل بدون تفكير؟... في مجتمع مليء بالقيود... لا شك في إجماع الكل على الحق في أن حرية التعبير تعتبر حقا أساسيا من حقوق الإنسان،  لا يمكن لأي أحد أن يمنعك من هذا الحق تحت أي ظرف، بالإضافة إلى مفهومها العام الذي يعطي لكل إنسان كيفما كان أصله وجنسه أن يعبر عن رأيه ومواقفه واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت، بدون أن تفرض عليه قيود تعسفية، هذا الحق مكفول لكل إنسان بالعالم، سواء ما جاء به الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالمادة 19، أو ما نص عليه دستور المملكة في الباب الثاني من الفصلين 19 و25.
الإعلام ليس أخباراً وحوادث وفعاليات وقصصاً، إنه أداة موجهة ورسالة لقدرته على إحداث تغييرات حقيقية عميقة وشاملة، وعلى بناء حالة وعي وخلق رأي عام فعال يشكل قوة ضاغطة، وفعلاً يدفع لمواجهة الأخطاء والسلبيات كما المظالم والإساءات، ووضعها أمام الجهات الرقابية المعنية من جهة وأمام الرأي العام من جهة ثانية، بحيث لا يكون هناك مجالا للتهرب أو الهروب من المعالجات واتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة والمطلوبة... وهنا تأتي أهمية الإعلام ولاسيما الإعلام الاستقصائي الذي يبحث عن الحالات، ويثبت بالأدلة والبراهين وجودها، وتقدم كحالات متكاملة، يمكن أن تذهب إلى المؤسسة المعنية سواء التفتيش أو القضاء، لمتابعتها...
إن الأدوار المهمة للمراسل الصحفي أو للإعلامي المحلي في دولة ديمقراطية أن يكون همزة وصل بين الإدارة والشعب، وهذا طريق مزدوج... إذ يمكن للمراسل الصحفي أو للإعلامي المحلي أن يفسر قرارات وإجراءات وتتبع أخبار وتصرفات السلطات للمجتمع، كما يمكنه أن ينقل رأي المجتمع للسلطات.
للمراسل الصحفي أو للإعلامي دور في: التدقيق فيما يدور وما يجري بمحيطه الإقليمي ككل لإلقاء الضوء على نقاط النجاح والفشل... كشف الفساد على جميع المستويات... لفت الانتباه، الإهمال أو تقصير المسؤولين... إعطاء الفرصة لقطاعات مهمشة من المجتمع للتعبير عن نفسها... مساعدة الناس على الإدلاء بأصواتهم في القضايا التي تهم مجالات عيشهم ومعيشتهم... ومن الأسهل على المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي توجيه الأسئلة إذا شعر شخصياً بفضول حقيقي لمعرفة الإجابة عليها، الحس الإخباري- إدراك أين يكمن الخبر مادام أمرا يكتسب بالخبرة، لكن البعض يجيد ذلك بالفطرة... المثابرة وعدم الاستسلام في مواجهة جمود البيروقراطية وذرائعها أو في مواجهة الرفض الصريح أثناء السعي للحصول على المعلومات... انتهاج الموضوعية لدى شخصية المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي إذ يترك آراءه الشخصية وتوجهاته خارج أوراقه الإعلامية.
واجب المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي تجاه المجتمع هو الإبلاغ وليس الإقناع... عرض الحقائق من جميع جوانبها قدر استطاعته ويترك للمتلقي اتخاذ القرار... في حالة الشك يتعين على المراسل الصحفي أن يكتسب قدراً من التشكك عندما يتعامل مع المسؤولين أو غيرهم من القائمين على الشؤون والقطاعات المحلية أو الإقليمية... غير أن هذا التشكك يجب ألا يزيد بحيث يتحول إلى هاجس يعوق المراسل عن أداء وظيفته... سهولة التعامل مع الناس مادامت أغلب الأخبار تأتي من الناس، فالمصادر ترغب في تقديم المعلومات التي تجعلها تبدو في صورة أفضل... هناك مجال في الصحافة للأشخاص الهادئين المنطوين على أنفسهم لكن المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي الذي يمكنه الاختلاط بسهولة مع الناس بجميع طبقاتهم تكون فرصته أفضل في الحصول على المعلومات.
في غالب الأحيان الإعلام يثير ملفات مكافحة فساد، ولكن لا يتخذ قراراً في خلاصاتها ونتائجها، وهذا أقصى وأفضل شكل من أشكال مكافحته للفساد، أي الكشف والتقصي في ملفات الفساد وفضح مرتكبيه أو المشبوه فيهم تمهيداً وتسهيلاً لعمل جهات رقابية وقضائية تتولى الوقوف على حقيقة من عدم ما أثير في تلك المواضيع الإعلامية واتخاذ ما يلزم وما يناسب تلك الحالات.
لذا كانت قضايا وأشكال الفساد في جوانبه القانونية والإدارية والمالية وما تطرحه من استفحال الفساد الأخلاقي، هما السببين اللذين يوصلان إلى تهديد العلاقة بين المراسل الصحفي أو الإعلامي المحلي بالتنافر...
لإعادة الثقة بين الإدارة المحلية ومكونات المشهد الإعلامي المحلي تتطلب ضرورة فتح جسر تواصلي، إذ افتقدت بسبب الانزوائية غير المبرّرة التي طبعت تعاملات بعض المسؤولين في مختلف المهام سواء الترابية أو القطاعية بالإقليم... حيث أن هناك إشكاليات التواصل بين المراسلين الصحفيين والإعلاميين المحليين وإكراهات التنسيق بين أعضاء الجسم الصحفي المحلي سواء على المستوى الورقي أو المنابر الإلكترونية في محاولة لتجسيد الخفوت الإعلامي المحلي الرهيب والنكوصية غير المبرّرة من لدن قامات المشهد الإعلامي بالإقليم، مع العلم أن الفعل الإعلامي يلعب دورا مهما في صناعة ميزان جديد يفرض معادلة إعلامية، سياسية ومجتمعية تخدم مصالح الإفرانيين ككل.
فمن البديهي في المجال الإعلامي أنه لا غضاضة من نقد أي شخص أو هيئة أو مؤسسة أو تيار شريطة التزام المهنية والموضوعية والإنصاف وتحرّي الحقائق وامتلاك الوثائق الحقيقية والأدلة الدامغة احتراما بل تجسيدا لأخلاقيات العمل الصحفي المسؤول... مادامت الإدارة عموما ليست حكرا على أحد مهما كانت صفته أو مسؤوليته.

الأحد، 7 أكتوبر 2018

كتبت عن هذا الإقليم ما أردت كتابته...وهناك المزيد...فهل من متعظٍ أو مذَّكر؟

كتبت عن هذا الإقليم ما أردت كتابته... وهناك المزيد...
فهل من متعظٍ أو مذَّكر؟
*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط نيوز"/آزرو- محمد عبيد*/* 
التعبير عن الرأي، من الحقوق التي يجب أن يكفلها القانون، ويجب أن يحترمها الجميع، حتى يتمتع بها كل إنسان، وكل مواطن، دون أن يمارس عليه أي شكل من أشكال القمع، بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة، من قبل المسؤولين، أو حتى من قبل أناس عاديين، لا يرضيهم التعبير عن الرأي، في موضوع معين، فيحلون محل المسؤولين في ممارسة ذات القمع.
واعتبارا للعقل والقيم الإنسانية - ما دامت القيم الدنيئة تسود في ثقافتنا- فإن الأسباب تعدد لتبقى مهربا جاهزا لتبرير القرارات المعادية للقيم النبيلة والحقوق الطبيعية للإنسان.. فالثقافة القيم الدنيئة هي ما يتبوأ الصدارة بينما ثقافة القيم السامية تعيش شبه ضمور، تجلس في الصف الخلفي، خجولة وحائرة. 
لوبيات فاسدة تلعب كما يحلو لها تدخل إلى الانتخابات و تفسد كل المجالات سواء منها الإداري أو العمل السياسي والمشهد الإعلامي معا، يعيثون في الأرض فسادا، لم يجدوا من يسألهم عن خروقاتهم  ومصدر ثرواتهم ونفوذهم، ير كبون قاطرات ويتشبثون بالمظلات إما مخزنية أو إيديولوجية، يعرفون كيف يتملقون وينمقون ويلقمون وينتقمون، بل الأكثر من هذا كله هم محميون من طرف المخزن أو من قيادات تحكمت في أعشاش دماغهم ولهم الحق في كل شيء..
نحلم جميعا بالانخراط في تحقيق الديمقراطية المحلية وبالتالي الرقي بالمستوى المعيشي للإنسان المغربي الذي أهلكته سياسات الدولة المركزية التي تقوم بصياغة برامجها وفق تصورات المغرب النافع، وتطبقها في المغرب النافع فقط للأسف...
فلا للمضايقات المخزنية التي تدسها الواجهات الإقليمية ولا لمحاولات اعتقال الرأي ولا للتخويف ولا للترهيب  لإيصال رسائل إلى كل الأقلام الحرة مفادها أن آلات التحكم الإداري أو الإيديولوجي  لها بالمرصاد؟ ولا مجال لأصحاب  تحيين المصيدة الذين يترصدون  للحيلولة دون المواقف فسح المجال للتعبير عن الآراء وتشييع دولة الحق والقانون... لذا وجب أن تسود ثقافة الحق والقانون... 
قد يكون ما أكتبه معتبرا...  وقد لا يكون معتبرا... لأن الكتابة فرض...على عمق الشعور... على الفكر... على تحرير الإنسان... ولأن الإنسان ميال إلى راحة النفس... إلى التخلص من كل الضغوط... إلى ارتياد الصعوبات... إلى اقتحام الدروب... فكان ما كان... وما يكون... من كتابات التدفق... اللا تكون... إلا بسيطة... وفي البساطة عمق البلاغة... سهولة في استيعاب المكتوب... لتصير الكتابة من جنس مالا يستطيع أحد كتابته...
فلا داعي... إلى الانزياح... إلى اعتماد الاستعارة... إلى جعل كل الكتابات... متفقة... لا بالسجع... ولا بالطباق... والتشبيه إن تم اعتماده... فلأجل التوضيح... لأجل التأسيس... لبناء الأفكار... لأجل جعل الأفكار... فاعلة... في واقعنا... 
وأنا عندما أتحدى الذوات... وأسخر ما بيدي... من قلم... لأزيل عني الهموم... بتفريغها... على لسان القلم... فيما بين يدي... من أوراق... لا يقرأها إلا الغجر... إلا الناس البسطاء... اللا ينزاحون... عن عشق الفكر...
فالكتابات القديمة... كتابات في متناول كل القراء... والكتابات الجميلة... كتابات بسيطة... تنفذ إلى عمق الوجدان... تستقر في عمق الفكر... وتوقظ في قارئها عمق الإنسان... والبساطة في كل الكتابات دفء... ومن يقرأها لا يحتاج... إلى أي وسائط... حتى ينفذ إلى عمق المعنى... بخلاف كتابات معقدة... لا يتناولها إلا من يتعمق في دراسة الانزياح... ولا تفيد أيا من البسطاء...
هناك بعض النماذج تسعى بكل ما أوتيت به من دهاء ومكر وخداع لتكريس سواء منه البؤس السياسي أو الإيديولوجي أو الإداري او حتى الإعلامي خاصة بهذا الإقليم السعيد ...إقليم إفران ماشي ديال فلان وفلان... من خلال طغيان ثقافة اللا مسؤولية والتطبيع مع الاستهتار بالمخاطَـبين للتمويه والتعتيم  بخصوص الحصول على المعلومة كاملة (إن وُجدت أصلا.)...  كون أن هناك من بعض هذه الجهات من تتعامل من خلال منعرجات الغموض ومسالك الضبابية...
 ختاما، إشارة لا بد من إضافتها هي أن هذا المقال كُتب بإيعاز من بعض الجهات... وللتخفيف عن من يهمهم الأمر من عناء التفكير الطويل والتأويل البسيط أكشف لهم مباشرة من هي هاته الجهات:"إنها بناة أفكاري الحرة التي تؤمن إيمانا صارخا انه على هذه الأرض هناك ما يستحق النضال والتضحية"... ومادامت أقلامنا حرة ولم تكن أبدا بإيعاز من أي كان، فإنا كنا ولازلنا على العهد سائرون....!!! كتاباتنا كتابة واضحة ليل نهار...لا يقهرها اضطهاد مهما كان من زيف الأنصار...

السبت، 6 أكتوبر 2018

همسات/// معادن الناس: رأيـتُ النـاسَ أشـكـالا...

همسات///
معادن الناس:
رأيـتُ النـاسَ أشـكـالا...
*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط نيوز"/آزرو- محمد عبيد*/* 
الشرف يكتسب من الواقع، بحكم التفاعل مع مختلف المكونات الثقافية، التي تزود المجتمع بنبل القيم، التي ترفع مستوى الأفراد إلى درجة الشرفاء، الذين يعتز بهم الشعب، ويعتز بهم الوطن...أليست الشروط الموضوعية، والذاتية، التي يعيشها الإنسان، أي إنسان، ومهما كان هذا الإنسان، هي التي تتحكم في تحديد ما يكونه الإنسان: شريفا، أو غير شريف، حريصا على إشاعة الشرف في المجتمع، أو غير حريص عليه؟
ولماذا نجد أن الشرفاء منعدمون بين العاملين في الإدارات العمومية، ولا يتواجدون فيها إلا نادرا؟
أعتقد أن الشرف يولد مع الإنسان... فلا يمكن أن لا تعتبر الرضيع شريفا... لكن سيتنازل عن هذه القيمة الاجتماعية أو يتشبت بها حسب مختلف الشروط التي ذكرت... إن الإنسان الذي لا يقاوم أو لا يرفض أو لا ينقد أو لا يحتج أو لا يطمح... إن هذا الإنسان فاقد المستويات... إنه إنسان بلا تفاسير الإنسان.فالناس معادن، فكما أن المعادن لا تخرج إلا بالتنقيب عنها من داخل الأرض... فكذلك البشر لا يعرفون إلا بالتنقيب عن طرق التجريب.صحيح قد يكون مظهر بعضهم غيرَ مرغوبٍ فيه، ولا مرضي، وإن كان الجمال مطلب لكل إنسان، والله جميل يحب الجمال، إلا أنه قد تتغلب بعض الظروف على بعضهم فيكون هذا حاله، وهذه طبيعته... ولكنَّه يحمل في جوفه قلباً أبيضَ، ونية صافية أصفى من الماء، وسريرة بينه وبين الله، تستجاب بها دعوته... وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:"ربَّ أشعثَ أغبر ذي طمرينِ مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرَّه"...(أو كما في الحديث(.
والقلوب التي في الصدور كالجواهر المكنونة، التي لا تعرف قيمتها إلا إذا أخرجت من مكنونها، فالمظهر ليس بدليلٍ قطعي على المخبر... وقيمة الناس عند الله بالقلوب لا بالمظاهر والأجسام... وكما في الحديث:"إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم".والعجيب أن القلوب هي الميزان عند الله في الدنيا... ويوم القيامة لا يدخل الجنة إلا صاحب القلب السليم، كما قال عز وجل:"يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم."(سورة الشعراء: 88، 89(.
فالناس لا تعرف إلا عند الضيق، والحاجة، والمحن، والشدائد، وعند الكروب والحروب!... فلا يغرنك لمعان البرق حتى يمطر... ولا هتان المطر حتى يسيل... فكم من مليح فصيح كاذب؟!... ومن كسير الثنيتينِ دليع اللسان صادق؟!... والمخادعون بمظاهرهم كثير... لا يعرفون إلا وقت الخذلان على نهج ابن أبيّ... عندها تنكشف الحقيقة ويعرف الصادق من الكاذب.
قال الشاعر:
"إن الأفاعي وإن لانت ملامسُها... عند التقلب في أنيابها العطبُ".
***وصدق الأديب والشاعر اللبناني "زين الدين ديب" حين قال:
رأيـتُ النـــاسَ أشـكـــالا... وصـار الفـهــم إشـكــالا
فهــذا يعشـــق الـدنيــــا...  وآخـــر يعـبــدُ المـــــالا
وآخــر طـالبــا جــاهـــا...  يظـنّ الـــجــــــاه لا زالا
وثالثُ باعـها الـدنـيــــا... ولم يُلـــقي لـهـا بـــــــالا
وقـال لهــا إلى غيـــري... تَبِــعْتُ الصّحــــبَ والآلا
ألم تـنصـت لقــول الله؟... أو تسمــــع لمـــا قـــــالا؟
ففـي القــــرآن علمنـــا... وزاد العــلــــم أمـــثــــالا
فـذا قـــارون ذا مـــــال... لـه المفــتـــــاح إثـقــــالا
فـإذ بالمـــال يـقـتـلــــه... وعاش الخسف أهـــــوالا
فمــن ذا كان ينصــره؟... إذا مــا مــــــــالــــــه زالا
وذا فـرعــون ذا جـــاه... فهـل دامـــت لــه حـــــالا؟
بمـاء البحـر أغــرقـــه... ولـلـنـــيــــــــران قــــد آلا
فهــذه الأرض يملكهـا... إلــــــه للـــــــورى قــــــالا
إلا من جاء بالحسنــى... فخيــــر منـهـا قــد نـــــــالا
ومـن يعمــل بسيـئـــة... جـــزاءً مـثــــل مـــــا كـــالا